أصبح من الشائع في هذا الزمان أن نقرأ روايات ونشاهد أفلام ونطالع مقالات تتحدث عن التفرّد “Singularity” في عالمنا، وهي اللحظة التي يندمج فيها الإنسان مع الآلة ليصبح من الصعب أن تفرق بينهما، حيث يصل الذكاء الاصطناعي لمستوى ذكاء البشر ثم يتغلب عليه ومن ثم تسيطر الآلات على العالم!
سنتحدث في هذا المقال عن نفس النقطه ولكن من منظور مختلف بعض الشيء، فالعلماء يعتقدون أننا سنصل إلى التفرّد خلال هذا القرن ويتصوّر بعضهم المستقبل على أنه عبارة عن حرب ملحمية بين البشر والروبوتات، بينما يؤمن آخرون بمستقبل مليء بالآلات خارقة الذكاء والتي ستساهم في خلود البشر!
بين الإنقراض والخلود إليكم بعض التوقعات لمستقبل تحكمه الآلات الذكية:
1- حرب الروبوتات:
الروبوتات في عملية تطوير مستمرة وسريعه جداً خاصّة القتالية منها،وليس من المُستبعد في المستقبل البعيد أو حتى القريب أن نراها تنافس البشر لتصبح هي المسيطرة على عالمنا!
وزارة الدفاع الأمريكية،كأحد أكبر الباحثين والمنتجين للروبوتات القتالية،طوّرت العديد من الروبوتات المزودة بمهارات قتالية وأنظمة تسليح متقدمة يمكنكم مشاهدة بعضها في الفيديوهات التاليه:
2- الخلود:
الكثير من الناس أمثال Ray Kurzweil – مدير القسم الهندسي في شركة جوجل العملاقة – يعتقدون أن البشر لن يموتوا عند الوصول للتفرّد، وبعضهم يتصوّر أن البشر سيتصلون دماغياً مع الآلات لتصبح حياتهم متصلة فعلياً!
والبعض الآخر يرى إمكانية استبدال الأعضاء المصابة بالسرطان والأمراض الخطيرة وتلك التي أصابتها الشيخوخة بأخرى صناعية شبه حيه، وهو ما سيساهم في إطالة عمر البشر بحيث يصبح الموت شيء خيالي يندر حدوثه!
والبعض الآخر يرى إمكانية استبدال الأعضاء المصابة بالسرطان والأمراض الخطيرة وتلك التي أصابتها الشيخوخة بأخرى صناعية شبه حيه، وهو ما سيساهم في إطالة عمر البشر بحيث يصبح الموت شيء خيالي يندر حدوثه!
3- انهيار الاقتصاد:
بمجرد تساوي الآلات مع البشر سيصبح من السهل على الآلات برمجة بعضها البعض وتبادل ذكائها وخبراتها المكتسبه فيها بينهم, في حين يتضاعف الاقتصاد في زماننا هذا كل 15 سنه سنجد انه بعد الوصول لنقطة التفرّد سيتضاعف الاقتصاد كل شهر او حتى كل اسبوع وبالطبع سيصبح من الصعب على البشر ان يجاري وتيرة نمو بهذه السرعه.
4- انهيار النظام البيئي:
لا يستطيع الإنسان أن يعيش دون هواء أو ماء او طعام بالطبع، ولكن هذه الحاله لا محلّ لها من الإعراب عند الآلات التي لا تخشى بطبيعة الحال تدمير البيئة واستنزاف كافة مواردها لتحول مشاكل البيئة في عصرنا هذا إلى مجرد تفاهات، وبالطبع لا أتوقع أن أن يتبقى في ذلك الوقت جمعيات تنادي بحماية البيئة!
5- البشر المعدّلون:
الأعضاء التعويضية ستصبح أقوى وأفضل وأذكى أيضاً من ذي قبل!
يتوقع Kurzweil أن البشر في ذلك الوقت سيصبحون قادرين على التفكير بشكل أذكى والرؤية لمدى أبعد وسيكونون أقوى من الآن بكثير، ولك بفضل الأعضاء التعويضية الذكية التي سيتم زراعتها في أجسامهم وهو ما نطلق عليه في الأفلام والألعاب حالياً اسم “cyborg”!
6- البطاله:
بدأ إعتماد البشر على التكنولوجيا عموماً والروبوتات بشكل خاص بشكل تدريجي،فنلاحظ اليوم قيام مصانع بالكامل على سواعد الروبوتات المعدنيه ونلاحظ اندماجها في الكثير من المجالات والصناعات،حتى السيارات أصبحت آلية بشكل كامل،وأصبحنا نرى عمليات جراحية يتم إجرائها بالكامل من قبل روبوتات،وغيرها الكثير من الأمثله التي تؤكد أنه لا مكان للبشر بين الآلات الذكية في المستقبل خاصّة حين نعلم أن Kurzweil توقع أن تكون هذه الآلات أذكى بمليار مرة من البشر غير المعدّلين بحلول عام 2045!
7- البشر مجرد خلايا تنتج طاقه:
بمجرد أن يتم توليّ كافة المهام من قبل الآلات وتعم البطالة والكسل العالم،سيبدأ البشر في فقدان قدراتهم العقليه وأكثر ما يميزهم عن الآلات وهي الحكمه!
كما نلاحظ اليوم بالفعل فقد بدأنا في التخليّ عن قدرات عقلية عديدة مثل الحفظ والحساب تاركين هذه المهمه للآلات،ومع ظهور روبوتات عديدة تستطيع محاكاة مشاعر الإنسان والاستجابة لها يمكننا أن نتصور أيضاً أن تختفي هذه المشاعر لدى البشر تدريجياً لإعتمانا على الآلات في مواساة بعضنا وإبداء الاهتمام بالآخرين،وبالتالي يمكننا القول أن البشر في النهاية سيتحولون إلى مصدر طاقه وتشغيل للآلات ليس أكثر!
حسناً..أعلم أن البعض قد يرى هذا التصور للمستقبل مظلم بعض الشيء،ولكن دعوني أخبركم أن الأمر ليس كذلك فهذه كلها توقعات تعتمد في الأصل على مشاهدات حالية وسابقة،بالإضافة إلى نظريات وتوقعات وضعها العلماء،ولكنني متأكد أن هذه التوقعات قد لا تكون مستبعدة في حال فقد الإنسان سيطرته على ما حوله وبالأخص
نفسه!