أغنية إيدير المشهورة أفافا ينوفا الأسطورة الأمازيغية " ما هي حكايتها؟

أغنية إيدير المشهورة أفافا ينوفا الأسطورة الأمازيغية " ما هي حكايتها؟

أغنية إيدير المشهورة أفافا ينوفا  الأسطورة الأمازيغية " ما هي حكايتها؟




الأسطـورة الأمازيغيـة إينـوفـا 
أسطورة أمازيغية عبارة عن كفاح و تضحية فتاة اسمها 
غريبا " لوالدها العجوز " إينوفا "و إخوتها الصغار
يبلغ عمرهذه الأسطورة عشرات القرون .. و هي تروي حكاية الفتاة الأمازيغية التي تعمل في حقول الزيتون .. تقطف الثمار ..
فإذا حل المساء .. تعود إلى بيت أبيها وهي متعبة إلى البيت.. 
تطرق الباب فيحتار الشيخ إينوفا هل يفتح الباب أم لا .. خوفاً من وحش الغابة كما تسمّيه الأسطورة فيقضي على أولاده ولا يستطيع حمايتهم .. 
يتفق العجوز إينوفا مع إبنته غريبا على أن ترج أساورها ليتأكد من أنها إبنته .. فيتأكد العجوز وتدخل إبنته البيت وترتمي على أحضان والدها العجوز فتنشد أغنيتها ويعتذر والدها منها طالباً منها الغفران لعدم فتحه الباب

****
أسطورة إنسانية تحمل في طياتها التضحية والعطاء بلا حدود ..
غناها الفنان ايدير حفظها الكثير دون فهم فحواها 
وهي ذي ترجمة لكلماتها 

يا أبـي إينوفـا

غريبا : أرجوك يا أبي " إينوفا " .. إفتح لي الباب
إينوفا : آه يا إبنتي " غريبا " .. دعي أساورك ترجّ 
غريبا : أخشى من وحش الغابة يا أبي إينوفا
إينوفا : آهٍ يا إبنتي " غريبا " .. وأنا أيضاً أخشاه 

إينوفا : 

الشيّخ متلفّع في بُرْنُسِهِ 
منعزلاً .. يتدفّأ
وابنه المهموم بلقمة العيش
يعيد في ذاكرته صباحات الأمس
والعجوز ناسجة خلف مندالها
دون توقّف .. تحيك الخيطان
والأطفال حولها 
يتلقنون ذكريات أيام زمان 

غريبا : أرجوك يا أبي " إينوفا " .. إفتح لي الباب
إينوفا : آه يا إبنتي " غريبا " .. دعي أساورك ترجّ 
غريبا : أخشى من وحش الغابة يا أبي إينوفا
إينوفا : آهٍ يا إبنتي " غريبا " .. وأنا أيضاً أخشاه 

إينوفا :

الثلج رابض خلف الباب
و " الإيحلولين " يسخن في القِدْرِ
والأعيان تحلم منذ الآن بالربيع المقبل
و القمر .. و النجوم .. مازالوا مختفون
و حَطَبة البلّوط تحلّ محلّ حصيرة الصفصاف
العائلة مجتمعة
تستمع بشغف لحكايا زمان

غريبا : أرجوك يا أبي " إينوفا " .. إفتح لي الباب
إينوفا : آه يا إبنتي " غريبا " .. دعي أساورك ترجّ 
غريبا : أخشى من وحش الغابة يا أبي إينوفا
إينوفا : آهٍ يا إبنتي " غريبا " .. وأنا أيضاً أخشاه .

لطالما كان الشتاء فصل الرومانسية. السّاهرون المشارقة يؤنسون لياليهم الطويلة بأم كلثوم وفيروز. في الجزائر يعدّ الشاعر والمغنّي الأمازيغي «إيدير» أفضل أنيس. هو لا يغنّي الشوق والوله فقط، بل يختزل ذاكرة عمرها عشرات القرون في أغانيه التي حقّقت شهرة عريضة، ويحدّث عن ساندريلا المغرب، تلك التي سمّاها «أَغْرِيبَة» في أروع أيقوناته «أفافا ينوفا». فما هي حكايتها؟ «أفافا ينوفا» أو «يا أبي اينوفا»، واحدة من أشهر الأغاني الجزائرية المكتوبة باللّهجة الأمازيغية، وأكثرها ترداداً على الألسن، عمرها أكثر من 30 سنة، تحكي يوميات الشتاء الجزائري في منطقة »القبائل الكبرى« حيث يعربد «الجنرال ثلج» بلا رحمة، ويطلق جيوشه فلا يعترضها أحد. تختلط في الأغنية أجواء الأسطورة بالحكاية بالإيقاع الهادئ العذب. تبدأ الأغنية الأمازيغية بجزء من أسطورة محلّية معروفة. هكذا: الابنة: أرجوك ـ يا أبي اينوفا ـ افتح لي الباب! الأب: يا ابنتي «أَغْرِيبَة» رجّي أساورك! الابنة: أخاف من وحش الغابة الأب: أنا أيضًا أخافه.. يا ابنتي «أَغْرِيبَة» هذه الأسطورة تروي حكاية ساندريلا المغاربية. الفتاة الأمازيغية، التي تشتغل طول النهار في حقل الزيتون، تقطف الثمار، وتحرث الأرض، وتعلف المواشي، فإذا غربت الشمس عادت تجرّ تعبها إلى البيت، حيث يقبع أبوها الشيخ وإخوتها الصغار. تدقّ الباب فلا يفتح لها الأب. هو شيخ لا يحسن الدفاع عن صغاره ولذا يطلب منها أمارة يستوثق بها أن الطارق هي ابنته»رُجِّي أساورك»، تلج البيت بعد الاختبار الصوتي، تأوي إلى حضن الوالد الهرم.. «أخاف وحش الغابة يا أبي»، و«أنا أيضًا أخافه». يطلب الوالد غفران الصغيرة لعدم فتح الباب لها من أوّل طرقة. ثم تُطَوِّفُ الأغنية بأجواء المنطقة المثلّجة، حاكية عن «الشيّخ المتلفّع في بُرْنُسِهِ» و«ابنه المهموم بلقمة العيش» و«العجوز ذات النول.. تُحَلِّقُ الأطفال حولها»، ولا تنسى وصف «الثلج الرابض خلف الباب»، بل إنّها تصف كيف أن «جماعة الأعيان تحلم منذ الآن بالربيع المقبل» بأعراسه وبركاته، بتُفَّاحِهِ وخَوْخِهِ ومِشْمِشِهِ، بينما «يختفي القمر وتحتجب النجوم ويتوسّد الشبان والأطفال أمانيهم فيما يستمعون لأقاصيص الجدّة»! هي «كوكتيل» من مشاهد حاضرة وأخرى أسطورية، ترسم يوميات هذا الجزء من الوطن العربي، الذي يختلف كثيرًا عن المشرق. فإذا كانت الفتاة المشرقية محجوبة ومحاصرة بألف «ممنوع»، فإن المغاربية تساعد والدها وزوجها أثناء اشتغاله بالحقل، تحرث معه، تقطف الزيتون، وتحصد القمح. ولأن الحروب كثيرة، والثورات على الاحتلال خبزٌ يومي، فقد يحدث أن يختفي عنصر الرجال، وتضطرّ الفتاة لكفالة العائلة ورعاية ممتلكاتها. وعلى هذا الأساس تنتصب «أغْرِيبَة»» رمزًا للفتاة التي تعول إخوتها برغم اخضرار عودها، تحرق يومها في الحقل، وتعود في آخره إلى البيت حيث والدٌ عجوز و صِبْيَةٌ كـ «زغب القطا» ينتظرونها بفرح طفولي، تدقُّ الباب فيحتار الشيخ أيفتح الباب لقادمٍ لا يعرفه ـ تسمّيه الأسطورة وحش الغابة ـ فيقضي على أولاده ولا يستطيع له دفعًا، أم يسدّ الباب في وجه من تقول أنّها ابنته.. صورة لموقفٌ إنساني غير موجودة في أي تراثٍ مشرقي. تتدخّل الأسطورة لتقول أن الوالد اتّفق مع البنت على أن تَرُجَّ أساورها التي يحفظ صوتها، فإذا سمعه فتح الباب للبنت ولما تحمل من رزق. هذه الصورة والحوار يتكرّران في أغنية «أبي إينوفا» كلازمة تفصل كل مقطع عن الذي يليه، فيما تواصل الأغنية تِطْوَافَهَا «السياحي» بمنطقة «القبائل الكبرى» ناقلة مشاهد كثيرة من شتائها الجبلي القاسي، حيث تغدو الحياة كفاحًا حقيقيًا، ومع ذلك يحلم الشبان بأعمال الربيع، والأعيان بحفلات عقد القران التي سيحيونها والنساء بعودة الأبناء المغربين بحثًا عن الرزق والأطفال بحقول القمح. «أفافا ينوفا» صورة أخرى لتراثٍ عربي، قد تختلف لغته عن العربية الحالية، لكنّها تعود إلى الأصول الكنعانية ذاتها. ولئن كانت السياسة قد فرّقت بين شطرين عربيين، فإن الثقافة لا زالت شاهدة على وحدة لا تزول. وإذا كان الذي يجري على لسان الفنّان »إيدير« هو كلمات لا تفهم في المشرق، فإن الذي يهتف بداخله هو رجل جاء ذات يومٍ من جبال «خولان» أو «طوروس».

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا