يعدّ الجسم الرياضي في هذه الأيام حلماً لجميع الناس وخاصةً للذكور، فالجميع يحلم بأن يكون لديه ذلك الجسم الذي يراه في المجلات والتلفاز والذي يتفاخر به الرياضيون، والذي ساهم باشتهاره أيضاًَ وسائل الإعلام السائدة في هذه الأيام المرتكزة على العضلات المفتولة للرياضيين في الإعلانات المختلفة، ويعتبر هذا الجسم الرياضي الذي هو حلم الملايين حول العالم أمراً في غاية السهولة وفي غاية الصعوبة في آنٍ واحد، فإنّ المبدأ للحصول على هذا الجسم هو في غاية السهولة، وذلك عن طريق ممارسة التمارين الرياضيّة المختلفة بشكلٍ منتظم ومراقبة الطعام الذي نقوم بتناوله، بحيث يكون طعاماً صحيّاً وبقدر حاجة الجسم وليس زائداً عنه، ومن ناحية الصعوبة فهو يحتاج إلى العمل بشكلٍ مستمرٍ ويومي من أجل الوصول إليه، عن طريق المواظبة على التمارين الرياضية في أيام
البرد والحرّ الشديد وفي مختلف الظروف، وبالابتعاد عن جميع المغريات التي نراها من حولنا والمتمثّلة بالأطعمة المختلفة والمتنوعة والتي أصبحت مقاومتها أمراً في غاية الصعوبة للكثيرين في هذه الأيام. وللوصول إلى ذلك الجسم الرياضي المراد الحصول عليه ينبغي على الشخص الاهتمام بتوازن الطعام الذي يقوم بتناوله، وذلك بأنّ يكون الطعام الذي يعمل على تناوله بكميّة تكون بقدر حاجته مع ضرورة توازنه أيضاً. فمن المهم أن يقوم الإنسان بتناول الكميّة المناسبة من البروتينات، والكربوهيدرات، والدهون المفيدة وبالكميات المناسبة، بالإضافة إلى تناول الخضار والفواكه بأنواعها والتي تقوم بتزويد الجسم بالفيتامينات والمعادن المختلفة، ومن المهم أيضاً أن يقوم الشخص بالابتعاد عن المواد الغذائيّة المصنّعة قدر الإمكان والتي ومع تناولها بشكلٍ متوازن فإنّ فائدتها تعتبر أقل بكثير من طعام السليم. أمّا التمارين الرياضية فمن المهم أن يقوم الإنسان بممارستها بشكل متنوعٍ،
ومنها ممارسة التمارين التي تقوم ببناء العضلات في مختلف أنحاء الجسم دون التركيز على منطقةٍ معينةٍ من الجسم على حساب منطقة أخرى، كما من المهم أن يقوم الإنسان بالاهتمام بممارسة التمارين الرياضية التي تقوّي القلب أيضاً واللياقة البدنية وليس العضلات فقط، فلا فائدة من العضلات المفتولة من دون القدرة على استعمالها بالشكل الصحيح ولمدةٍ طويلة. ونشير هنا إلى أنّ الحصول على الجسم الرياضي ليس هو الأمر الأهم، فالجسم الرياضي في نهاية المطاف ما هو إلّا جائزة للذين يقومون بممارسة التمارين الرياضيّة بالشكل الصحي، فالرياضيون لا يهتمون على الإطلاق أثناء القيام بتمريناتهم المختلفة بالحصول على الجسم الرياضي المتناسق، بل هو أمرٌ يأتي عندما يقومون بالتركيز على تحسين أدائهم في الألعاب التي يقومون بممارستها، ولهذا نستطيع أن نلاحظ أنّ أجسام الرياضيين تختلف عن بعضها البعض، فجسم لاعب كرة القدم يختلف عن جسم لاعب كرة السلة، كما ويختلف جسم العدّاء الذي يقوم بالمشاركة في السباقات القصيرة عن جسم عدّاء الماراثون على سبيل المثال، وهذا بسبب التدريب المختلف التي يمارسه كلٌّ منهم من دون الاهتمام بكيف سيكون شكل جسده بعد الانتهاء من تمارينه المختلفة، فالأمر الأهم هو تحسين الأداء الرياضي كالجري لمدّة أطول أو القدرة على حمل أوزان أكبر دون الاهتمام بحجم العضلات،
- فعلى سبيل المثال يعتبر بروس لي أحد أقوى المقاتلين في التاريخ بأكمله فكان المقاتل الذي لا يُقهر وكان قادراً على القيام بتمارن لا يستطيع أغلب مفتولي العضلات القيام بها في هذه الأيام، إلّا أنّ جسده ومع أنّه كان مليئاً بالعضلات لم يكن كبيراً كما نلاحظ في لاعبي كمال الأجسام وغيرهم من الاستعراضيين الذين يكون جلّ اهتمامهم هو إبهار الناس بحجم عضلاتهم.